لماذا أمرنا الله بالخشوع أثناء الصلاة؟
تبينللعلماء أن الدماغ يعمل بطريقة تسلسلية وليست تفرعية، أي أن أداءه يضعفكثيراً لدى التفكير بأمرين معاً، ولذلك أمرنا الله بالخشوع دائماً،لنقرأ.....
إن"ظاهرة" الخشوع في الصلاة أصبحت شبه منعدمة في عصرنا هذا، ربما بسبب ضغوطالعصر والمشاكل والتطورات والأعباء المادية التي يعاني منها معظم الناس.والسؤال: لماذا أمرنا الله بالخشوع، وما فائدة ذلك؟ وماذا يحدث إذا فكرالإنسان بأكثر من شيء في آن واحد؟
فيدراسة نشرها معهد راين فيستفاليا للدراسات التقنية في مدينة آخن الألمانيةتبين أن العقل البشري يحتاج إلى وقت أطول في ردة الفعل، فيما إذا حاولالإنسان أن يقوم بعملين مختلفين في آن واحد؛ والنتيجة ستكون زيادة الأخطاءالناجمة عن تشتت الذهن في أكثر من عمل.
فعلى عكسما كان يعتقد حتى الآن أظهرت هذه الدراسة الجديدة أن القيام بأكثر منعمل في نفس الوقت يؤدي إلى تباطأ العقل البشري في تنفيذها وزيادة احتمال ورودالأخطاء، ناهيك عن الأعباء الاقتصادية والنفسية.
فإذاأراد شخص ما إجراء مكالمة هاتفية على سبيل المثال وتصفح كتاباً، فإن الزمنالمخصص لإنجاز المهمتين مع بعضهما سيكون أطول وستكثر الأخطاء عند قيامالشخص بإنجاز كل مهمة على حدة. فحسبما وضح عالم النفس إيرينغ كوخ، المشرفعلى هذه الدراسة، فإننا عندما نقوم بعملين متوازيين، فإن قدرتنا ستضعف فيتنفيذ الأمرين وذلك بمقدار يصل إلى 40 في المائة: الأشخاص الذين أجريتعليهم التجربة احتاجوا لتنفيذ مهمتين متزامنين ما يصل إلى 40 في المائة منالوقت مقارنة بما لو كانوا قد قاموا بتنفيذ المهمتين بالتسلسل.
ويضيف عالم النفس الألماني قائلا إن أثر مثل هذا التأخير لا نلاحظه فيحياتنا اليومية لأنه ليس هناك من يمسك بساعة توقيت زمني ويحسب زمن تنفيذناللمهام، مشيراً إلى أن الخطورة تكمن مثلا حينما يكون سائق سيارة على الخطالطويل وفي نفس الوقت يجري اتصالا تلفونيا فإنه لا يستجيب بالسرعةالمطلوبة لأي طارئ.
تبينمن خلال الدراسة أن الدماغ البشري يمتلك إمكانيات محدودة في تلقي مؤثراتخارجية عدة بنفس الوقت والتعامل معها بنفس السرعة. فصحيح أن انتقالالأوامر من وإلى الدماغ لا تستغرق سوى أجزاء من الثانية، إلا أن هذاالانتقال يستوجب من الدماغ بعض الوقت لإدراك المهمة الواجب تنفيذها، ممايؤثر سلباً على سرعة التنفيذ. فالعقل يحاول ترتيب الأوامر الواردة إليهوتنفيذها متسلسلة واحد تلو الأخر.
ويستغربالدكتور كوخ كيف أن قدرة أي شخص، من الناحية النظرية، على تنفيذ أكثر منمهمة في وقت واحد ينظر لها كميزة له وليس العكس، مشيراً إلى أنه على العكسمن ذلك يفترض محاولة تقليل الضغوط على هؤلاء الأشخاص لكي يعلمون بفاعليةأكبر. "وهذا لن يكون له نتائج ايجابية من الناحية الاقتصادية فحسب، بلوصحية أيضا من خلال تخفيف الضغط النفسي على العاملين، حسب تعبير العالمالألماني. ويؤكد كوخ أن الآثار الصحية المترتبة على القيام بأكثر من مهمةفي آن واحد تتمثل في الإرهاق والصداع وقد تصل في أسوأ الأحوال إلى مرحلةالاحتراق النفسي.
ماذا نستفيد من نتائج هذه الدراسة؟
إنالمؤمن ينبغي عليه أن يفكر بكل اكتشاف جديد ويحاول تسخيره لفائدته فيالدنيا والآخرة، فنحن نعلم أن الله تعالى أمرنا بالخشوع أثناء الصلاة،والخشوع يعني أن نركز كل انتباهنا إلى الآيات التي نقرأها والتسبيحوالتكبير والأذكار التي نؤديها أثناء الصلاة. وقد مدح الله تعالى المؤمنينبسبب صفة تميزوا بها عن غيرهم وهي صفة الخشوع في الصلاة فقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].
ومنهنا نستطيع أن نقول إن المؤمن الذي يؤدي الصلاة وهو يفكر بأمور دنيويةومشاكل وهموم وأعمال ومخططات... فإن تركيزه أثناء الصلاة سوف ينخفضكثيراً، ولن يستفيد من القرآن الذي يقرأه أو الأذكار التي يرددها فيصلاته، ولذلك لا يحس بحلاوة ولذة هذه الفريضه
كذلكعندما نستمع إلى القرآن فينبغي علينا أن نصغي وننصت لكلمات القرآن ونتأملمعانيه ونركز انتباهنا لكل حرف وكلمة نسمعها، وبالتالي يكون هذا القرآنشفاء لنا ورحمة، ولذلك قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف:204]. وفي هذا إجابة عن أسئلة تتكرر كثيراً: لماذا أقرأ القرآن ولا أُشفىمن مرضي؟ ولماذا أصلي ولا أنتهي عن المنكر؟ ولماذا لا أشعر بحلاوةالإيمان؟ ولماذا أحاول حفظ القرآن ولا أستطيع؟
والجواب على كل هذه الأسئلة يتلخص في كلمة واحدة هي: الخشوع! فهذه الصفة وصف الله بها الجبل لو كان يعقل كلام الله تعالى عندما قال: (لَوْأَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًامُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَالِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر:21]. فلو أن كل واحد منا مارس "رياضة الخشوع" كل يوم لمدة نصف ساعة فقط،لتغيرت الكثير من الأشياء في حياته، ليصبح أكثر قدرة على مواجهة المصاعب،وأكثر تحملاً لأعباء الحياة، وأكثر قدرة على اتخاذ القرارات السليمة،وكذلك سوف يعالج الكثير من الأمراض والمخاوف والهموم بهذه الطريقة.
حتى إن العلاج لكثير من الأمراض النفسية والجسدية لا يحدث إلا بالخشوع ولذلك قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)[البقرة: 45]. فالصبر والصلاة هما مفتاح الجنة، وأسهل ما يكون على الخاشع،بينما نجد الإنسان الذي لا يخشع ولا يتأمل ولا يتفكر في خلق الله ولايتدبر القرآن، نجد الصلاة صعبة عليه وصبره قليل، وتجده كثير الانفعالات،إذاً الخشوع أو التركيز على العبادات وقراءة القرآن هو العلاج الأمثل.
بل إن الله تعالى وصف أنبياءه الذين استُجيبت دعوتهم بأنهم كانوا في حالة خشوع دائم له! يقول تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. وأخيراً لا أنسى أن أشكر كل من يساهم معنا بفكرة أو معلومة تفيد البحث في إعجاز القرآن والسنة.
[/center]
تبينللعلماء أن الدماغ يعمل بطريقة تسلسلية وليست تفرعية، أي أن أداءه يضعفكثيراً لدى التفكير بأمرين معاً، ولذلك أمرنا الله بالخشوع دائماً،لنقرأ.....
إن"ظاهرة" الخشوع في الصلاة أصبحت شبه منعدمة في عصرنا هذا، ربما بسبب ضغوطالعصر والمشاكل والتطورات والأعباء المادية التي يعاني منها معظم الناس.والسؤال: لماذا أمرنا الله بالخشوع، وما فائدة ذلك؟ وماذا يحدث إذا فكرالإنسان بأكثر من شيء في آن واحد؟
فيدراسة نشرها معهد راين فيستفاليا للدراسات التقنية في مدينة آخن الألمانيةتبين أن العقل البشري يحتاج إلى وقت أطول في ردة الفعل، فيما إذا حاولالإنسان أن يقوم بعملين مختلفين في آن واحد؛ والنتيجة ستكون زيادة الأخطاءالناجمة عن تشتت الذهن في أكثر من عمل.
فعلى عكسما كان يعتقد حتى الآن أظهرت هذه الدراسة الجديدة أن القيام بأكثر منعمل في نفس الوقت يؤدي إلى تباطأ العقل البشري في تنفيذها وزيادة احتمال ورودالأخطاء، ناهيك عن الأعباء الاقتصادية والنفسية.
فإذاأراد شخص ما إجراء مكالمة هاتفية على سبيل المثال وتصفح كتاباً، فإن الزمنالمخصص لإنجاز المهمتين مع بعضهما سيكون أطول وستكثر الأخطاء عند قيامالشخص بإنجاز كل مهمة على حدة. فحسبما وضح عالم النفس إيرينغ كوخ، المشرفعلى هذه الدراسة، فإننا عندما نقوم بعملين متوازيين، فإن قدرتنا ستضعف فيتنفيذ الأمرين وذلك بمقدار يصل إلى 40 في المائة: الأشخاص الذين أجريتعليهم التجربة احتاجوا لتنفيذ مهمتين متزامنين ما يصل إلى 40 في المائة منالوقت مقارنة بما لو كانوا قد قاموا بتنفيذ المهمتين بالتسلسل.
ويضيف عالم النفس الألماني قائلا إن أثر مثل هذا التأخير لا نلاحظه فيحياتنا اليومية لأنه ليس هناك من يمسك بساعة توقيت زمني ويحسب زمن تنفيذناللمهام، مشيراً إلى أن الخطورة تكمن مثلا حينما يكون سائق سيارة على الخطالطويل وفي نفس الوقت يجري اتصالا تلفونيا فإنه لا يستجيب بالسرعةالمطلوبة لأي طارئ.
[center]
ويستغربالدكتور كوخ كيف أن قدرة أي شخص، من الناحية النظرية، على تنفيذ أكثر منمهمة في وقت واحد ينظر لها كميزة له وليس العكس، مشيراً إلى أنه على العكسمن ذلك يفترض محاولة تقليل الضغوط على هؤلاء الأشخاص لكي يعلمون بفاعليةأكبر. "وهذا لن يكون له نتائج ايجابية من الناحية الاقتصادية فحسب، بلوصحية أيضا من خلال تخفيف الضغط النفسي على العاملين، حسب تعبير العالمالألماني. ويؤكد كوخ أن الآثار الصحية المترتبة على القيام بأكثر من مهمةفي آن واحد تتمثل في الإرهاق والصداع وقد تصل في أسوأ الأحوال إلى مرحلةالاحتراق النفسي.
ماذا نستفيد من نتائج هذه الدراسة؟
إنالمؤمن ينبغي عليه أن يفكر بكل اكتشاف جديد ويحاول تسخيره لفائدته فيالدنيا والآخرة، فنحن نعلم أن الله تعالى أمرنا بالخشوع أثناء الصلاة،والخشوع يعني أن نركز كل انتباهنا إلى الآيات التي نقرأها والتسبيحوالتكبير والأذكار التي نؤديها أثناء الصلاة. وقد مدح الله تعالى المؤمنينبسبب صفة تميزوا بها عن غيرهم وهي صفة الخشوع في الصلاة فقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].
ومنهنا نستطيع أن نقول إن المؤمن الذي يؤدي الصلاة وهو يفكر بأمور دنيويةومشاكل وهموم وأعمال ومخططات... فإن تركيزه أثناء الصلاة سوف ينخفضكثيراً، ولن يستفيد من القرآن الذي يقرأه أو الأذكار التي يرددها فيصلاته، ولذلك لا يحس بحلاوة ولذة هذه الفريضه
كذلكعندما نستمع إلى القرآن فينبغي علينا أن نصغي وننصت لكلمات القرآن ونتأملمعانيه ونركز انتباهنا لكل حرف وكلمة نسمعها، وبالتالي يكون هذا القرآنشفاء لنا ورحمة، ولذلك قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف:204]. وفي هذا إجابة عن أسئلة تتكرر كثيراً: لماذا أقرأ القرآن ولا أُشفىمن مرضي؟ ولماذا أصلي ولا أنتهي عن المنكر؟ ولماذا لا أشعر بحلاوةالإيمان؟ ولماذا أحاول حفظ القرآن ولا أستطيع؟
والجواب على كل هذه الأسئلة يتلخص في كلمة واحدة هي: الخشوع! فهذه الصفة وصف الله بها الجبل لو كان يعقل كلام الله تعالى عندما قال: (لَوْأَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًامُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَالِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر:21]. فلو أن كل واحد منا مارس "رياضة الخشوع" كل يوم لمدة نصف ساعة فقط،لتغيرت الكثير من الأشياء في حياته، ليصبح أكثر قدرة على مواجهة المصاعب،وأكثر تحملاً لأعباء الحياة، وأكثر قدرة على اتخاذ القرارات السليمة،وكذلك سوف يعالج الكثير من الأمراض والمخاوف والهموم بهذه الطريقة.
حتى إن العلاج لكثير من الأمراض النفسية والجسدية لا يحدث إلا بالخشوع ولذلك قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)[البقرة: 45]. فالصبر والصلاة هما مفتاح الجنة، وأسهل ما يكون على الخاشع،بينما نجد الإنسان الذي لا يخشع ولا يتأمل ولا يتفكر في خلق الله ولايتدبر القرآن، نجد الصلاة صعبة عليه وصبره قليل، وتجده كثير الانفعالات،إذاً الخشوع أو التركيز على العبادات وقراءة القرآن هو العلاج الأمثل.
بل إن الله تعالى وصف أنبياءه الذين استُجيبت دعوتهم بأنهم كانوا في حالة خشوع دائم له! يقول تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. وأخيراً لا أنسى أن أشكر كل من يساهم معنا بفكرة أو معلومة تفيد البحث في إعجاز القرآن والسنة.
[/center]
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:42 pm من طرف أم عزة
» احلى ابتسامه
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:36 pm من طرف أم عزة
» احلى ابتسامه
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:33 pm من طرف أم عزة
» مازلت اصمت
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:26 pm من طرف أم عزة
» هدية الصباح
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:20 pm من طرف أم عزة
» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:01 pm من طرف أم عزة
» تحدث باللغه الانجليزيه بسهوله...
الإثنين نوفمبر 09, 2015 4:53 pm من طرف Abdurahimborgo
» إساءه في حق رابطة طلاب الصليحاب بجامعة النيلين من قبل الاتحاد
الثلاثاء يوليو 14, 2015 4:03 pm من طرف Abdurahimborgo
» المحافظه على تراث الصليحاب من الضياع
الأربعاء فبراير 25, 2015 11:27 pm من طرف الصادق مجمود