مفهوم التمويل الاصغر

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

إن مفهوم التمويل الأصغر فى السودان يفترض ان يكون ، هو التمويل الذى يحتاج له الفقراء نسبيا الذين يمارسون عملاً او مهنة فى السوق او المنزل ولا يستطيعون ان يقترضوا من البنوك وأحياناً لايجدون من يسلفهم ولا يجدون من يمد لهم يد العون فى مجال التسليف من اى جهة . هؤلاء المنتجون هم إما أفراد أو أسر منتجة يعملون فى إنتاج مستلزمات الحياة المختلفة ويعتمدون على موارد أغلبها محلية طبعية أو مصنعة مع قليل من الموارد والمدخلات المستوردة ويبعون منتجاتهم فى سهولة ويسر نسبة للطلب اليومى أو استجابة للطلبات الأخرى . وتجد مثل هولاء المنتجين أو المهنيين دائما يعانون من شح الموارد المالية لشراء مدخلات الأنتاج ويلجأون للا ستدانة اما من التجار وإما من الأصحاب والجيران وليست لهم المؤهلات أو الضمانات التى تمكنهم من الحصول على القروض من البنوك لاسباب منها صغر حجم القرض وكذلك صعوبة إيجاد ضمان مثل الرهن او عدم الألمام بأجراءات البنوك .
وغالبا ما يكون مثل هؤلاء المنتجين الصغار فى حالة انتاج مستمر نتيجة للطلب العالى لمنتجاتهم فهم فى الغالب ينتجون للفقراء امثالهم فى نفس الوقت يواجههم تحدى فى تنفيذ الطلبات لانتاجهم لغير الفقراء مما يضطر الطالب لبضاعتهم للدفع مقدما او دفع ما يسمى بالعربون .
ومن ثم تأتى الحاجة للتمويل الأصغر لمساعدة مثل هؤلاء المنتجين الصغار سواء فى الأحياء او الأسواق فى الريف او المدن . وتعتمد فلسفة التمويل الأصغر الى انشاء صندوق خاص او بنوك متخصصة بحيث يستطيع هؤلاء المنتجين للوصول الى التسليف بطرق ميسرة تمكنهم من الإستجرار الدائم و السداد المنظم حتى يتمكنون من الأعتماد على انفسهم فى ايجاد التميل بعيداً عن التعقيدات والبيرقراطية التى تمارسها البنوك . فضلاً عن الضمانات التى يمكن توفيرها للصندوق من المنتجين انفسهم او من مؤسسات اخرى تربطهم بها علاقة نقابة او اتحاد او تكامل فى الأنشة .
هناك الكثير من الأفراد الذين يزاولون المهن والذين يعملون فى الأسر المنتجة . ومنهم بائعات الطعام فى الاسواق والمدارس والمرافق العامة وهنك الكثير من التجار رجال ونساء والصناع الحرفيين الذين يستخدمون الموارد المحلية المتاحة . يوجد هؤلاء فى القطاع غير المنظم يؤدون خدمات وانتاج ضرورى جداً للحياة ولا يجدون اى نوع من التمويل لتحسين جودة انتاجهم وخدماتم مما يؤثر سلبا على الإقتصاد وعلى صحة الإنسان وعلى جودة الإنتاج وعلى التسويق .وعليه فإن مفهوم التمويل الأصغر يستهدف مثل هؤلاء الأفراد الذين يديرون العمل لوحدهم او بمساعدة عامل او عامليين اثنين على الاكثر , او الأفراد العاملون فى الأسر المنتجة والذين يستعينون بافراد الأسرة فى العماله وهؤلاء هم الفقراء الذين يعانون من الفقر النسى ولا يحتاجون الى منح بقدر ما يحتاجون الى تمويل .
ايضا هنك شريحة المعاقين وشرائح المرأة وبعض المسنين الذين ينتجون باستخدام موارد ومدخلات ملحلية ويحتاجون الى قدر يسير من التمويل ولا يجدونه وليس لهم اى طريقة للوصول للبنوك او لأى جهة تساعدهم مع مراعاة توفر ثقة الذين يتعاونون مع امثال هؤلاء من التجار الكبار اصحاب الموارد الخام والمدخلات الت يحتاجها هؤلاء المنتجون .
تركز هذه الدراسة الحديث عن بنك الأسرة ودوره في تمويـل وتقديم التمويل الاصغــــر لمشاريع الأســـــر المنتجة ودور البنــــك والتمويل في محاربة الفقـر والبطالة وتنمية الشـــرائح المستضعفــة التي تعــــوذها وسيلة الإنتــاج وتمليكـها وسائل الإنتــاج كــل بمــا يقتضي مقدرته والمامه بالمشروع وكذلك إستهـــداف الفقــر لعموم السودان والمستضعفين وكل الحالات الإنسانية العاجــزة عن العمـــل بتمليكهم وسائل الإنتــاج وكــذلك تنمية وتوسيع الــوعي المعــرفي في جـــذب المـدخرات وتنمية المناطق عن طـــريق التحويل لإمتلاك وسائل الإنتاج .
كذلك حاولت الـدراسة عكــس مشكلة تمـويل قطـاع الاســـر المنتجة حيـث يعـاني هــذا القطـاع من جمـلة مشاكل اهمها صعــوبة التمويل وصعوبة الحصول علي المواد الخام وكذلك صعوبة ايجــــاد المــواقع المـــلائمــة وكــذلك ضعـف التمويل الممنـوح مــن قبــل البنك نسبة لعدم وجود الضمـــانــات الكافية لهـــذه الفئة إضــافة الي ضعـف التمـويل الممنــوح للبنــوك من قبل بنك الســـودان المركزي لتمويل هذا القطاع مما يؤثر سلباً علي تنمية ونهضة هذا القطاع .












1. مشكلة البحث
تكمن مشكلة البحث في امكانية تمويل الأسر المنتجة من خلال العــرض والتعــــرف علي مدي نجاح وفشل بنك الأسـرة في التمويل وذلك من خلال التعامــل مع الفقــراء وصغار المنتجين والأسر المنتجة الذين لايملكون ضمانات عقارية توصلهم للحصول علـي تمويل من المصــارف التجــارية المخصصة ومـدي إمكـانية هـذا التمــويل في معالجة مشكلة الفقر .

2. فرضيات البحث :
أ‌. هنالك علاقة قوية بين تحسين مستوي الأســرة الإقتصـــادي وإنتشــار المشاريع المنتجة .
ب‌. إنشاء المشاريع المنتجة ادي الي الإستقرار النفسي والإجتماعي لأفراد الأسرة .
ج‌. إشتراك جميع افراد المجتمع من اجل القضاء علي الفقر .
د‌. إن المصارف التجارية والمتخصصة تحتاج لضمانات مقــابل تقـــديم
التمويل.
هـ. إن الحجم الكلي لتمويل مشاريع الاسر المنتجة ضعيف مقارنة بتمويل
المشاريع الأخري .
و. إن الأسر المنتجة ليست لــديها المقــدرة المالية لتوفـير الضمــانات .
3. اهمية البحث :

يقاس مستوي تقدم الأمـم بمبـدأ إتســاع قاعــدتها الإنتاجية وبالتــالــي مــدي رخــائها وإستقلالها وإتساع نشاطها في اي إقتصـاد سواء ان كــان متقـدما اونـاميا فهي تسهـم بنسبة كبيرة في عدد كبير من المشـروعات سـواء ان كــانت صنــاعية او زراعية او حرفية كما تساهم في امتصاص جزء كبير من العمالة في الدول ذات الكثافة السكانية العالية وهذه المشاريع تقوم علي اساس اسـري حيث ان رب الأســرة اوربة الأســرة هومالك المشروع ويعمل فيه مع افراد اسرته وتسـاهم هــذه المشـاريع وبفعـــالية فـي تخفيف هذه البطالة لأن هذه المشاريع تستوعب جزء من العمالة ، ومع صعوبة توفير التمويل اللازم للمشاريع الكبيرة في الــدول النــامية كالســودان نتيجة لشــح المــوارد والديون المتراكمة وكذلك عدم إمتلاك هـذه الأســر علي الضمانات الكــافية للتمــويل طويل الاجل .
فإن الإتجاه الأمثل في مثل هذه الحالات هو دعـم هذه المشاريع الصغيرة وأن هؤلاء الفقراء قطاع كبير وهام جداً واهميته تنبع من اثره الإجتماعي والإقتصادي بإعتبـار ان الكم الهائل من اصحاب هذه المشاريع منسوبة الـي المجتمع ككــل .كمــان تعاليـم الدين الإسلامي تفرض علي القائمين بالأمر ايلاء هذه المجموعات قدراًمن الإهتــمام بهذا القطاع يليق باهميته والقيام بدعمه وتمويله بصورة افـرزت العــديد من النتـــائج الإيجابية والتي تحتاج الي من يبرزها ويوضحهـا لانها اصبحــت ميتة بفعل الإعــلام المضاد .


4. اهداف الدراسة
تتمثل اهداف البحث في الآتي :

1. تهدف هذه الدراسة وبشكل رئيسي الي تقديم رد علمي ومنهجي بالأرقـــام والإحصائيات لمـا يمكن ان يقــدم من خــلال هــذه الفئة من دعم مبــاشــر وحقيقي للقطاعات الضعيفة واخذ تجربة بنك الأسرة لمعرفة مدي فاعليتها في الوصول لتقييم الأهداف المنشودة وبذلك تتضـح العقبات والصعــوبات التي تواجه هذه المشاريع لان التقييم هو المـرآة التي تعكــس لنا سير هــذه المشاريع بكل ما فيها من محاسن وعيوب حتي نتمكن من معالجة العيوب ودعم المحاسن وتثبيتها من اجل النهوض بهذه المشــاريع لمعـالـجة الفـقـر وترقيتها بتحقيق الأهداف المرجوة منها .
2. تهـدف ايضاً بشكـل تفصيلي لتنـاول ملامح التمـويل وانـواع السلفيـات من مشــاركــة ومضــاربة ومــرابحة واهميتهـا وفاعليتها والشروط الــواجب توافرها لضمان التمويل .
3. كذلك تهدف لعــرض الآثــار الإجتماعية لعمليات التمــويل لقطـــاع هــذه المشاريع .
4. تنبع فكـرة الأسر المنتجة مـن منظــور النشأة والتطــور والتطبيق للــوائح والقوانين التي تحكم مسار العلاقة .
5. التعـرض الي التغير الـذي طرا علي الأسـر المـدعومة سلبـاً وايجابا وذلك من خلال تحليل الجوانب العلمية والإجتماعية والإقتصادية (مشكلة الفقر).
6. التعريف بالمهارات والخبــرات والقـدرات الفنية التي اكتسبتها الأســر من خلال إنشائها للمشاريع المنتجة .
7. العمل علي تقييم تجربة الأسر المنتجة من خلال :
أ‌. تحسين مستوي الدخل .
ب‌. السلوك والمقدرات الإجتماعية .
ج‌. دور الأسر المنتجة في تغطية السوق المحلي .
د‌. تحويل الفئات المستهلكة الي فئات منتجة .
هـ. تمليك وسائل الإنتاج للأسر الفقيرة .
و‌. شغل اوقات الفراغ وإستثمار الوقت .
8. التعرض الي انواع الدعم من منظور :
أ. تحديد وتاطير فلسفة وإستراتيجيات هذا الدعم .
ب. التعرف علي الشروط والمواصفات لهذا الدعم .
ج. ايضاح كيفية تسديد هذا الدعم .
9. محاولة رصد المشـاكـل التـي تـواجه البنك في تقديم خدماته التمــويلية
ووضع توصيات لحل هذه المشاكل .


5. منهجية الدراسة :
تقع هذه الداسة في دائرة البحوث الوصفية الإحصائيـة التي تتخــذ المسـح عن طـريق الإستبيان اسلوباً رئيسـياً معتمـداً بجميع البيانات والمعلومات التي تتطلبهـا الـــدراسة وتكـون مــن مجمـوعة اراء ومفـاهيم ومـواقف تجـاه قضــايا معينــة .

6. مصادر جمع المعلومات :

تمثلت المصادر لجمع المعلومات في الآتي :
أ‌. المصــادر الأولــية : تستخــدم المقــابلة مــع المســؤولين بالبنك وكــذلك جمع المعلــومات مـن خـلال الإستبيــان الـذي يتم توزيعه علي مجموعة من الأسر المستهــدفة وإنطباعـاتـها نحـو التمـويل المقـدم لـها والمشـاكـل والعقبـات التي توجههم .
ب‌. المصـادر الثانوية : تشمــل جمع المعلومــات من خلال المــراجع والنشــرات والدوريات وورش العمل الخاصة بالبنك .
7. الإطار التنظيمي للبحث :
يشتمل البحث علي عدد خمسة فصول وتفاصيلها كالآتي :
الفصل الأول : يحتـوي علــي اساسيـات البحــث ممثلة في الاهداف والفـــروض والمشكلة والأهمية والمنهج الذي اتبع في كتابة هذا البحث بالإضافة الي مصــادر جمع المعلومات .
الفصل الثاني : يحتوي عـلـي خلـفية تــاريخية عــن البنــك ودوره وماهية النشــأة والإنجازات ودواعي قيامه والهيكل التنظيمي للمصرف .
الفصل الثـالث : يحـتــوي عـلي التمــويل مـن نــاحية المفهـــوم والمصـــادر والتـكــلفـة والصيغ ومزاياه والضمانات المصرفية للحصول علي التمويل .
الفصل الــرابع : يحتــوي علي تحلـيل المعلــومات ومـن ثم تقييم دور البنـــك فـي التمويل.
الفصل الخامس : يحتوي علي الخلاصة ثم النتائج والتوصيات والخاتمة .

8. موضوع البحث :

سنتناول خلال هذه الدراسة البحثية معالجة الفقر عن طريق المشاريع الأسرية المنتجة من خلال تمويلها وأثرها الإقتصادي والإجتماعي واثر ذلك علي الدخل القومي مع التركيز علي ارتباط ذلك بالتمويل .

9. اسئلة تجيب عليها الدراسة :

أ. هل الجهات الممولة تتبع اسلوب سياسي مرن .
ب. هل توجد عقبات من ناحية إسترداد السلفيات .
ج. ماهي الكيفية التي يتبعها البنك في إختيار الأسر التي يتم تمويلها .
د. هل الجهات الممولة تقوم بمتابعة المشاريع اثناء وبعد التنفيذ .
10 . مجتمع البحث :

انحصر مجتمع البحث في ولاية الخرطوم وشمـل الاسر التي تـم تمـويلها من قبل بنك الأسرة ويشمل مجتمع البحث المناشط التالية :
 الإنتاج الحيواني – تربية الدواجن (لاحم وبياض) .
 الصناعات التحويلية – (معاصر زيوت ، خياطة ، صناعة صابون) .
 الإنتاج الزراعي .
 قطاع غير منتظم – (شاي ، كسرة) .

11 . النطاق الجغرافى :
تركزت هذه الدراسة على بنك الآسرة كدراسة حالة خاصة .

12. النطــــاق الزمنى :
تغطى هذه الدراسة الفترة من العام 2008م حتى العام 2012م .