يرى بعض علماء الآثار ومنهم أركل أن التاما هم بقايا التمحو إحدى القبائل الليبية القديمة الأصل الليبى لقبائل التاما:
المجتمع الليبى قديم جداً تتحدث عنه الآثار المصرية الفرعونية منذ زمن ما قبل الأسر الفرعونية(1) ويقول بعض المؤرخين الغربيين أن كلمة ليبيا وردت فى النص الهيروغليفى الذى عثر عليه ضمن مخلفات الأسرة الخامسة من الدولة المصرية القديمة.
وفى زمن المؤرخ اليونانى (هيرودوت) كثر استعمال الكلمة التى لم تعد تعنى الاقليم الجغرافى غربى نهر النيل مباشرة فقط وإنما تدل على كل المعروف من قارة أفريقية.(2) التمحــــــــــو:
قبيلة من الليبيين ذوى البشرة والعيون الزرقاء والشعر الأحمر أول منظر ظهروا فيه ـ من دون كتابة اسمهم ـ كان فى عصر الأسرة الرابعة فى مقبرة "مرس عنخ الثالثة" بالجيزة فى عصر الدولة الوسطى.(3) مناطـــق التمحـــو:
اتفق العلماء على تحديد أرض التمحو فى الصحراء الليبية الى الغرب من مصر.(1)
ويرى أركل أن بقايا التمحو الجنوبيين فى قبائل التاما الحالية إلى الغرب من شمال دارفور.(2) وأما المجموعة (ج) وهم يمثلون مجموعة ثقافية هي الفصل الثاني في قصة الحضارة النوبية وينتمون إلى جنس البحر المتوسط وأن الصفات الزنجية لا تكاد تذكر فيهم ويرى أركل أن فرعاً آخر من المجموعة (ج) أو التمحو الجنوبيين تحرك بغرب الى شمال شرق وداى "دار برقو" حيث يمثلهم التاما الحاليون كما جاء من قبل. كما يوجد التاما فى الفاشر أيضاً ولازال التاما يذكرون فى رواياتهم أنهم كانوا يعيشون شمالاً حيث الآن صحراء جرداء. وإن عرف التاما الآن بأنهم من العرب إلا أنهم كانوا على الأرجح من الليبيين الشرقيين.
دور التمحو فى تاريخ وادى النيل:
ويرى أركل أن كثيراً من القوى التى ظهرت فى النوبة أو السودان تعود فى رأى الباحثين الى الفرع الجنوبى من التمحو كما يرى رايزنر Reisner مثلاً فى أصل الأسرة النبتية (من نبتا عند الشلال الرابع) التى أسست الأسرة الخامسة والعشرين كما قرأ رايزنر فى لوحة تابيرى إحدى زوجات بعنخى الذى أسس الأسرة الخامسة والعشرين (اللوحة الآن بمتحف الخرطوم) قرأ كلمة التمحو وهم فى نظره الليبيون الجنوبيون.
وأخيراً قد تدعوا لوحة عيزانا ملك أكسوم الذى دمر مملكة مروى السودانية حوالى 325م الى التساؤل عن الوطن الجديد الذى انتقل اليه المرويون بعد تدمير أوطانهم وعما إذا كانوا قد انتقلوا غرباً كما يرى بعض الباحثين ولعل اهرامات فزان فى الحطية والخرانق تشير يوماً الى صلة بأولئك المرويين.(1) اسم تاما وتيماء فى الآثار والنقوش:
1- ورد اسم تيماء فى الكتابات المسمارية التى ترجع الى عهد آخر ملوك بابل نبونيد (555-593 ق.م). وأهم هذه الكتابات :
أ- حوليات نبونيد كورش ذكر اسم تيماء بصيغة ( ت ـ ما ـ أ ) (Te-Ma-A)
ب- ورد اسم تيماء فى كتابات بابلية على مسلتين من الحجر بصيغة ( تـ ماـأ)
(Te - Ma - A).
ج- عثر فى الحجر (مدائن صالح) على كتابات نبطية تحمل اسم تيماء.
2- جاء ذكر تيماء فى التوراة فى أسفار أيوب واشيعاء، وأرميا، وحبقوق، وعاموس(2)
فى معجم البلدان لياقوت الحموى.
تيماء : بالفتح والمد : بليد فى أطراف الشام بين الشام ووادى القرى على طريق حاج الشام ودمشق. وقال ابن الأزهرى تيماء : المتيم المضلل ومنه الفلاة تيماء لأنها يضل فيها. قال ابن الاعرابى : تيماء : أرض واسعة.
وقال الأصمعى : التيماء الأرض التى لا ماء فيها ولا نحو ذلك.(1)
والتيماء : الفلاة والتيماء الشاه التى تحلب فى المنزل وليست سائمة.(2)
أما كلمة تيماء حسب لغة التاما تتكون من كلمتين (تي) (Te) وتعنى بقرة و(ما) (Ma) تعنى ولد أو رجل. إذاً كلمة تيماء تعنى بقارى بقارى ويقابل فىذلك فى اللغة الانجليزية (كاو بوي) (Cow Boy). وتتكون من كلمتين أيضاً (كاو) (Cow) بمعنى بقرة (بوي) (Boy) بمعنى ولد.
وأما أهل تيماء سنة تسع عندما وطءُ النبى صلى الله عليه وسلم وادى القرى أرسلوا إليه وصالحوه على الجزية وأقاموا ببلادهم وأرضهم بأيديهم فلما أجلى عمر رضى الله عنه اليهود من جزيرة العرب أجلاهم معهم.(3)
أصــــل التــامـــا:(Tama):
التاما قبيلة أفريقية مؤثرة فى أحداث السودان الأوسط(4) وهى قبيلة كبيرة بدارفور غرب دار قمر(4) وهى قبيلة مهمة ولها تاريخها(5) وحاكم مخصوص بها يسمى سلطاناً(6) ويسكنون نواحى كبكابية(7) وفى المنطقة الواقعة فى الشمال الشرقى موارارى (مراريت) وتعرف الآن فى دارفور باسم دار تاما. (
والتاما جماعة من صانعى الملود بالنهود (9) ويشتهرون فى النهود بصناعة الحديد ويطلق عليهم فى كردفان عدة أسماء :
1- تاما (Tama)
2- تيماء (Tema)
3- بنى تميم (Bani Tameem)
4- تمُام (Tumam)*
وهم شديدو الشبه بالداجو من حيث اللغة والمظهر(1)
وقد أختلف المؤرخون فى أصل الداجو منهم من قال أنهم جاءوا من الشمال، من غرب الواحات المصرية ومنهم من نسبهم الى فازوغلى بالقرب من سنار.(2)
أما التاما فعرفوا الآن بأنهم من العرب (3) وتنحدر الأصول البعيدة للتاما من بني تميم القبيلة العربية المشهورة بالحركة والهجرة بصورة دائمة. (4)
وفي بنى تميم قال أبو هريرة مازلت أحب بنى تميم منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم سمعته يقول :"هم أشد أمتي على الدجال" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه صدقات قومنا وكانت سبيه منهم عند عائشة فقال : أعتقيها فإنها ولد إسماعيل(5)
ذكر الطيب عبد الرحيم فى كتابه الفلاتة فى أفريقيا : أن المؤرخ محم دالكلوى المتوفى 1820م فى كتابه (كنز الأولاد فى تاريخ الزرارى والأجداد) أن قبيلتى جهينة وتميم هاجرتا من الجزيرة العربية الى الهند عقب فتنة بخت نصر وذلك ما بين (2000-750 ق.م) وعادتا مرة أخرى الى الجزيرة العربية بعد انتهاء الفتنة ومع تميم الأبقار والسيوف والطاقية ذات اللسانين ومع جهينة الأغنام، ولقلة المراعى واصلت القبيلتان هجرتهما الى أفريقيا فسلكت تميم طريق الشام إلى صحراء سيناء حيث استقرت فى طور سيناء فترة من الزمن واستمرت مواصلة هجرتها إلى أن وصلت منطقة ليبى ليبيا الحالية. وواصلت تميم رحلتها الى أقصى أفريقيا والمغرب الأقصى حتى وصلت الى أودغست Audugist التى سميت أخيراً بأرض غانا Gana القديمة التى تقع بين مالى Mali ومورتانيا الحالية وصحراء توات Tuwat الجزائر حالياً ، الأرض التى كانت تحت تأثير الحكم الرومانى ، وقد عادت بعض هذه الأسر من تميم مرة أخرى لوطنها فى الجزيرة العربية فلما ظهر الاسلام قاد أحفاد هؤلاء العائدين حملة فتح غرب أفريقيا بقيادة عقبة بن نافع وبرفقة عقبة بن عامر التميمى وعقبة الجهيني.(1
(1) محمد مصطفى بازامه، ليبيا فى عهد الخلفاء الراشدين، الناشر دار مكتبة الفكر، طرابلس، ليبيا،ص42،43
(2) الهادى مصطفى بولقمه ، سعد خليل القزيرى ، الجماهيرية ، دراسة فى الجغرافية. الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والاعلان ، الطبعة الأولى ، ص15.
(3) تاريخنا ، ليبيا ، ص 96.
(1) تاريخنا ، مصدر السابق ، ص 107 .
(2) فوزى فهيم جاد الله ، مسائل فى مصادر التاريخ الليبي قبل هيردوت ليبيا فى التاريخ ، المؤتمر التاريخي، 16 ـ 23 مارس 1968م ، ص (64).
(1) المصدر السابق ، ص 65 ـ 73.
(2) محمد بيومى مهران ، تاريخ العرب القديم ، دار المعرفة الجامعية ، ح1 ص 278.
(1) ياقوت الحموى ، معجم البلدان ، ح2 ، ص78.
(2) محمد فريد وجدى : دائرة معارف القرن العشرون ، (المجلد الثانى) دار الفكر ، بيروت ، ص (725).
(3) تفس المصدر السابق ، ص78.
(4) Mac Michael , H. A. : Nubian Element In Darfur S. N. R. , 1918 , P (85).
(4) عون الشريف قاسم ، موسوعة الأنساب، ج1 ص 364.
(5) أبو سليم ، أدوات الحكم والولاية فى السودان ، ط 1413هـ ، 1992 ، دار الجيل بيروت ، ص222.
(6) التونسى ، رحلة الى وداى، تحقيق عبد الباقى كبير ، ص72.
(7) أبو سليم ، مصدر سابق ، ص222.
( الشاطر البصيلى ، تاريخ وحضارات السودان الشرقى والأوسط ، الهامش ص 426.
(9) عون الشريف قاسم ، مصدر سابق ، ص364.
(1) مديرية دارفور ، قصة الانسان والأرض ، وزارة الثقافة والاعلام ، يناير 1974م ، ص21.
(2) مصدر سابق ص12.
(3) فوزي فهيم جاد الله ، مسائل فى مصادر التاريخ الليبي قبل هيرودوت ليبيا فى التاريخ ، المؤتمر التاريخي (16ـ23 مارس 1968م) ص (65).
(4) WWW.darfournews.net/Tribes9.htm.
(5) صحيح مسلم ، المجلد الرابع ، دار المعرفة ، بيروت ، ص 175ـ176.
(1) الطيب عبد الرحيم محمد الفلاتى : الفلاتة فى أفريقيا ومساهمتهم الإسلامية والتنموية فى السودان، جامعة القرآن الكريم للطباعة ، ط2 1998م ، ص 17.
حسن
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:42 pm من طرف أم عزة
» احلى ابتسامه
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:36 pm من طرف أم عزة
» احلى ابتسامه
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:33 pm من طرف أم عزة
» مازلت اصمت
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:26 pm من طرف أم عزة
» هدية الصباح
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:20 pm من طرف أم عزة
» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 12:01 pm من طرف أم عزة
» تحدث باللغه الانجليزيه بسهوله...
الإثنين نوفمبر 09, 2015 4:53 pm من طرف Abdurahimborgo
» إساءه في حق رابطة طلاب الصليحاب بجامعة النيلين من قبل الاتحاد
الثلاثاء يوليو 14, 2015 4:03 pm من طرف Abdurahimborgo
» المحافظه على تراث الصليحاب من الضياع
الأربعاء فبراير 25, 2015 11:27 pm من طرف الصادق مجمود