مرج البحرين يلتقيان

[b]
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحق سبحانه وتعالي مرج البحرين يلتقيان بينهما بزخ لا يبغيان صدق الله العلي العظيم

الوجود المادي لهذين البحرين وما هو مثبت بحثا واستقراءا هو مقرن النيلين بخرطومنا الحبيبة وسوداننا العزيز وهو بين فى ان النهرين لا يختلطا فى لقاءهما عند الملتقي .هذا المكان كان ملتقي سيدنا موسي عليه السلام والخضر العبد الصالح عليه السلام نبي وصالح يلتقيان كل بعلمه ونبؤته فما بين النبؤة وعلم الالهام رابطة قوية وهي الاخبار عن الحق للخلق بوسائل متباينة ( وماكان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي اليه باذنه ما يشاء) الوحي للنبي ومادون ذلك ان الحق ينفث فى روع عبده عبر الملك بما هو واقع فينطق لسان الخلق عن الحق حقا ولكل درجات فى ذلك بحسب قربه من الحق ومعرفته به فما بين علم موسي النبي الموحي اليه وما بين علم الخضر الملهم بحران من العلم فعلم النبي علم ظاهر عقلا ونقلا وهو ما يطابق فهم وعقل الانسان وعلم الملهم الصالح علم المفهوم من المنطوق وهو ما يلزم العقل بضرورة قبوله تأويلا اي بتاويل منطوقه ليطابق مفهومه وهو ما وقع بين سيدنا موسي والخضر عليه السلام اذن هذان بحران ايضا بينهما برزخ وهو التأويل الذي يحول بينهما فى الفهم فلولاه اي التاويل لظل المنطوق مع المفهوم احيانا كثيرا مختلفان رغم لقاءهما فلا يختلطان فهما لدي العقل .
واما البحران الاخران فهما بحر الخليقة وبحر الحقيقة وهي الربوبية والألوهيه فهما بحران لا يبغيان وبينهما برزخ لان الخليقة وهي كل امر مخلوق فان لا يرقى بان يكون الها ومعبودا والبرزخ الذي يحول بينهما هو النبي صلي الله عليه وسلم فهو منتهي علم الخلائق فعلوم الخلائق دون علمه وعلمه دون علم الله اي النبي ولكن علمه بالله ارفع من علمنا فهو بشر فى تكوينه له خاصية التطور فى مكنونه وقوة تحمله لنوره اي نور الباقي اللاهوتي المحض وهذا ما حصلفى المعراج الف الف حجاب من نور خرقه للقيا الحق بعين بصره بلا كيف ولا حصر وسمع منه الكلام بلا حرف ولا صوت ولا جهة ولا مكان ورغم ذلك لم يرقى ولا يجوز ان نعبده ونأله كاله صلي الله عليك يا أحمد النهي وعين سدرة المنتهي وبرزخ الحق فى بحر الحقيقة والخليقة

وعلي الك الأطهار الأخيار وصحبك الأبرار وسلم تسليما
العبد الفقير الى ربه
المذنب بالتقصير فى حقه
حسن عزالدين